أخر الاخبار

ماهي تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد وكيف تؤثر على نموذج عمل المصانع؟

 


 بفضل تكنولوجيا الطباعة الحديثة، لقد أصبح تصميم وطباعة منتجات دقيقة وكذلك ضخمة بسهولة وبالسرعة الفائقة وأقل تكلفة وبمرونة عالية. ولتطور تقنيات تكنولوجيا المعلومات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي وخدمات الإنترنت والقدرات الفائقة لأنظمة الكمبيوتر، ساعد ذلك كثيرا في توسيع نطاق واستخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد. نسلط الضوء في هذه المقالة على أهمية وتأثير الطباعة ثلاثية الأبعاد على نموذج عمل المصانع.

ماهي تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد واستخداماتها؟

تاريخياً، كانت عمليات تصميم وتطوير المنتج تتطلب الكثير من الوقت والمال والجهد، لكن وبفضل تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أصبحت تلك العمليات سهلة وغير مكلفة ولا تتطلب وقتاً وتلبي رغبات العميل الشخصية. الطباعة ثلاثية الأبعاد هي مبنية على تكنولوجيا عمليات الإضافة لتصميم النماذج الأولية وبناء المنتجات، والذي يتم عبر إضافة طبقة على طبقة لطباعة المنتج النهائي وذلك باستخدام بوليمرات البلاستيك والمعادن والإسمنت والسيراميك والألياف. وقد استخدم المصنعون هذه التقنية بالثمانينيات لتصميم النماذج الأولية للمنتجات، لكن التطورات الأخيرة في السرعات والقدرات وخفض الأسعار في الطابعات والاكتشافات بمجال مواد الطباعة، قد أدت إلى توسيع نطاق استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. تتراوح الطابعات ثلاثية الأبعاد من أجهزة الهواة الشخصية الصغيرة (أقل من 200 دولار) إلى الطابعات الصناعية الضخمة (مئات الآلاف من الدولارات وأكثر). وتتضمن تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات التصاميم وحفظ الملفات في تصميم وطباعة المنتجات، وتستخدم في تصميم النماذج الأولية وتطوير المنتجات وتصميم السيارات وطباعة بعض أجزاءه الدقيقة، وطباعة بعض القطع المستخدمة في مجال الفضاء والدفاع، ولعل من أكثر القطاعات نمواً في استخدام هذه التقنية هي عيادات الأسنان والصناعات والخدمات الصحية المرتبطة فيها مثل طباعة قطع تصلح لعمليات الزراعة الطبية وطباعة الأجهزة الطبية الدقيقة، وطباعة أجزاء من الهياكل التصنيعية وقطع الغيار الدقيقة وبعض القطع الداخلة في صناعة البطاريات وخلايا الوقود والمحركات الكهرو ميكانيكية.

ماهي أهمية تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تشغيل المصانع؟

قُدر السوق العالمي لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد بثلاثة مليارات دولار في عام 2016، ومن المتوقع أن ينمو السوق ليصل إلى ستة وثلاثون مليار دولار في العام 2021. ويرجع هذا النمو المضطرد في استخدام هذه التقنية إلى عدة اعتبارات منها انخفاض تكلفتها الاستثمارية والتشغيلية، والسرعة بالإنتاج، والسهولة في تصميم وتطوير المنتجات، وقدراتها الفائقة في تصنيع منتجات دقيقة ومعقدة، وتخصيص المنتج لتلبية رغبات العملاء الشخصية. إضافة إلى إسهامات هذه التقنية الكبيرة في تحسين كفاءة المخزون، حيث مكنت هذه التقنية من توريد المخزون عند الطلب دون الحاجة إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الخام، وكذلك سهلت من التوزيع المباشر للسوق دون الحاجة إلى موزعين ووسطاء، علاوة على تمكين المصانع الاعتماد على نفسها في العمليات التصنيعية عبر تصنيع مواد خام وسلع وسيطة ومنتجات تامة الصنع اعتماداً على المرونة التصنيعية التي تقدمها هذه التقنية، وهذا كله ساهم في خفض تكاليف التشغيل والاستثمار وتحسين كفاءة الإنتاج والتشغيل. كما إن التطورات التكنولوجية المتسارعة في تقنيات تكنولوجيا المعلومات والتقنيات المرتبطة فيها مثل إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي، إضافة إلى التوسع في اكتشافات مواد خام تصلح للطباعة مثل الإسمنت والألياف واللدائن الأخرى، وكذلك صناعة أجهزة طباعة ضخمة يمكنها طباعة مثلاً منازل وهياكل حديدية ضخمة، كل ذلك ساهم وبشكل كبير في توسيع نطاق استخدامات تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. لقد أفاد تقرير صادر عن مؤسسة “وتر برايس هاوس” عن استخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد في المصانع الأمريكية، أن 67٪ من المصانع تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد وإن نصف عدد المصانع يستخدم هذه التقنية في تصميم النماذج وتطوير المنتجات بالمقارنة في فقط 35٪ من المصانع قبل عامين. وأفادت نفس الدراسة أن 22٪ من المصانع يرون أن هذه التقنية ستعيد هيكلة سلاسل التوريد وستشكل تهديدًا للملكية الفكرية لمنتجات المصانع، ويعتقد 18٪ من المصانع أنها ستحدث تغييراً في علاقاتها مع العملاء.

كيف تؤثر الطباعة ثلاثية الأبعاد على نموذج العمل في المصانع؟

تؤثر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على نموذج عمل المصانع وفقا للمحاور التالية:
تصميم منتجات وتطويرها: تمكن هذه التقنية من سهولة تصميم منتجات وطباعتها وبكلف ميسرة وتمكن المصانع من الوقوف على أفضل التصاميم وتضمينها رغبات العملاء الشخصية قبل الشروع في إنتاجها. كذلك إن التطورات التكنولوجيا في إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي وطبيعة المواد الخام ومرونة وضخامة الطابعة، قد مكنت من توسيع نطاق المنتجات لتشمل منتجات دقيقة مثل قطع غيار السيارات والأدوات الطبية الدقيقة إلى طباعة هياكل المكائن والطائرات وحتى المنازل الجاهزة.
كفاءة التشغيل: في ظل تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد سوف لن يحتاج المصنع إلى موارد بشرية ومالية كبيرة لتصنيع منتجات، وعليه يمكن لهذه التقنية اختزال عمليات التصميم والتصنيع في مرحلة واحدة بسيطة، وباستخدام موارد محدودة، وبكلفة أقل، وبسرعة فائقة في الإنتاج، وبجودة منتج عالية، ومرونة عالية في إعادة الإنتاج لتطويره أو تخصيصه ليناسب رغبات كل عميل. كما يمكن لتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد إلى اختزال متطلبات إدارة مخزون حيث أصبح يتطلب وقتا أقل في توريد مواد الخام ولا يتطلب مخزوناً كبيراً، بل يتم التوريد عند الحاجة، وساهم ذلك في انخفاض تكلفة المخزون. كذلك تمكن هذه التقنيات من تصنيع نطاق كبير ومتنوع من المنتجات فمثلاً يستطيع المصنع أن ينتج يوماً أدوات طبية دقيقة واليوم الثاني ألعاب واليوم الثالث قطع غيار وهكذا.
التوريد وعلاقات العملاء: تُمكن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المصانع من السرعة بالإنتاج وتخصيصه ليناسب أذواق ورغبات كل عميل، وكذلك توسعة نطاق الإنتاج لشمل منتجات متعددة وكذلك تمكين المرونة الجغرافية والزمنية بالإنتاج، فمثلاً يمكن زرع أجهزة طباعة لدى الموزع وطباعة المنتجات عند الطلب اعتماداً على التصاميم الرقمية، كذلك مكنت هذه التقنية المصانع من البيع المباشر للعملاء دون المرور عبر قنوات توزيع التجزئة والجملة الاعتيادية ولا حتى المنافذ البيعية. لقد أصبحت جودة التصاميم وخدمات ما بعد البيع هي الأهم في تحقيق مبيعات ونموه والمحافظة على العملاء.



ٍSana.D
بواسطة : ٍSana.D
أحب القراءة و لدي أهتمامات في التدوين و التعليق الصوتي و إلقاء الشعر facebook youtube instagram
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-