شهدت "قمة
المعرفة" تنظيم سلسلة جلسات "فضاء المعرفة"، في القاعة الموازية
للجلسات الرئيسة، والتي بحثت عدداً متنوعاً من المواضيع خلال فعاليات اليوم
الثاني، أبرزها؛ نشر المعرفة بطريقة غير تقليدية، وأهمية قواعد البيانات، وقوة
تأثير وسائل الإعلام، بجانب استعراض تقرير استشراف مستقبل المعرفة 2022، ومؤشر
المعرفة العالمي 2021.
نشر المعرفة بطريقة غير
تقليدية
شهدت الجلسة الأولى التي عُقِدَت
تحت عنوان "نشر المعرفة بطريقة غير تقليدية"، عرض الدكتور عماد بو حمد،
الأستاذ المشارك في تحليلات الإحصاء والبيانات بالجامعة الأمريكية في بيروت، تجربة
البرنامج التليفزيوني The Researcher، في نشر المعرفة والثقافة في المجتمع اللبناني، مؤكداً أنَّ وسائل
الإعلام تصنع الفارق، وأنَّ الإعلام يمثِّل وسيلة مهمة لنشر الأفكار وتشجيع
الابتكار والاستثمار في الشباب.
وتحدَّث بو حمد عن أهمية
الانسجام بين القطاعات الأكاديمية والتطبيقية، مشيراً إلى أنَّ القطاعات
الأكاديمية تعاني من الانغلاق في بعض الأحيان، نظراً لوجود صعوبة في تطبيق وفهم الأبحاث
الأكاديمية في المجتمع، وأنَّ تجربة برنامج The Researcher، كانت ذات
تأثير إيجابي مباشر في الشباب، حيث يستعرض تجارب وقصص ملهمة وفي نفس السياق ينشر
المعرفة.
استشراف مستقبل المعرفة
ناقشت الجلسة الثانية الإصدار
الثالث من تقرير استشراف مستقبل المعرفة، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة
الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وتحدَّث لوران بروبست، شريك
التنمية الاقتصادية والابتكار، برايس ووتر هاوس كوبرز، عن منهجية إعداد تقرير
استشراف مستقبل المعرفة 2022، قائلاً: "هذا التقرير موجّه بشكل أساسي إلى الباحثين
وصنّاع القرار والمسؤولين الحكوميين، حيث يقيس مدى جاهزية البلدان بشأن المخاطر
المستقبلية استناداً على 150 مليون مصدر مفتوح للبيانات في نحو 40 دولة يتضمنها
التقرير".
وأكد بروبست أنَّ تقرير
استشراف مستقبل المعرفة يضع في الاعتبار ثلاثة تحديات تواجه العالم في المستقبل،
وهي المخاطر الصحية، والمخاطر التكنولوجية، والمخاطر البيئية، مشيراً إلى أنَّ
التقرير أظهر أنَّ أغلب البلدان غير جاهزة للتحديات المستقبلية، ومن الأهمية خلال
الفترة المقبلة أن تتعاون البلدان في مواجهة المشكلات والمخاطر العالمية، خاصة أنَّ
العدد القليل من الدول لديها الجاهزية في مواجهة التحديات.
وأوضح بروبست أنه من
الضروري العمل بين البلدان بشكل متعاون في إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة المخاطر
المستقبلية، ليؤكد أنَّ أساس البلدان للجاهزية المستقبلية يكمن في التعليم وتنمية مهارات
المستقبل، وإزالة الفوارق بين البلدان، حتى تصبح هناك مرونة أكبر وزيادة في القدرة
على الجاهزية لمواجهة المخاطر.
الأوبئة والصحة العامة
وتأثيره في الطريقة التي نعيش بها
ناقشت الجلسة الثالثة التي
حملت عنوان "علم الأوبئة والصحة العامة وتأثيره في الطريقة التي نعيش
بها"، التغير الشامل في الممارسات اليومية في المجتمعات بفعل جائحة
"كوفيد-19"، وذلك بمشاركة الدكتورة ماريا فان كيرخوف،
رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19، منظمة الصحة العالمية، والدكتور علي الشيخ
علي، نائب المدير العام لهيئة الصحة في دبي، والدكتورة حنان السويدي، أستاذ مساعد
طب الأسرة في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية. وأدار الجلسة
الدكتور علي سنجل، المستشار الصحي للقيادة العامة لشرطة دبي.
وأكد المشاركون أهمية وضع الاستدامة
كأحد أهم الأهداف في بناء الأنظمة الصحية للتعامل مع الأوبئة، مشيرين إلى أنَّ
أزمة جائحة "كوفيد-19" تسبَّبت في تغيُّر الممارسات اليومية للجميع خلال
العامين الماضيين، وتنقُّل العديد من الأنشطة بين العالمين الافتراضي والواقعي،
فضلاً عن تزايد الاهتمام بإجراءات الوقاية المجتمعية نظراً إلى أنَّ "الوباء
يبدأ وينتهي عند الناس".
وأشار المتحدثون إلى أنَّ
توفير المعلومات الصحيحة في فترة مبكرة من انتشار جائحة "كوفيد-19"، كان
من أهم الأسباب والتأثيرات في الطريقة التي نعيش بها، حيث إنَّ المعلومات والمعرفة
الصحيحة كانت تمثِّل التحدي الأكبر في ظل انتشار بعض المعلومات المغلوطة عبر وسائل
التواصل الاجتماعي.
وأوضحوا أنَّ دولة الإمارات
تمتلك بنىً تحتية عالية الكفاءة، الأمر الذي مكّنها لأن تكون أكثر جاهزية في
التعامل مع أزمة جائحة "كوفيد-19" في وقت مبكر من بداية الأزمة، لتكرّس
بذلك الحكومة جهودها نحو توفير جميع الخدمات والعمليات بشكل رقمي، وتدعم الأساليب
الوقائية.
كما استعرض المتحدثون دور
جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في بداية أزمة "كوفيد-19"،
مؤكدين أنَّ الجامعة قامت بدور مهم في دعم عملية البحث الأكاديمي المكثف مع بداية
ظهور الجائحة، ودراسة تأثيراتها السلوكية؛ بهدف توفير الدعم المناسب لصنّاع القرار
وكفاءة السياسات في مواجهة الأزمة.
مؤشر المعرفة العالمي جوانب
قطاعية (1)
واستعرض المشاركون، ثلاثة مؤشرات من المؤشرات القطاعية الرئيسة لمؤشر
المعرفة العالمي 2021، حيث ناقشوا منهجيات مؤشرات التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم
التقني، والتعليم العالي، وذلك من خلال إلقاء الضوء على منهجيات إعداد كل مؤشر
والمحاور التي اعتمد عليها.
وعرض المشاركون أبرز نتائج الدول العربية في المؤشرات الرئيسة لمؤشر
المعرفة العالمي، والتي جاءت كلها مرتبطة بقطاع التعليم، مؤكدين أن تركيبة ومنهجية
المؤشرات تأتي وفق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
مؤشر المعرفة العالمي جوانب قطاعية (2)
استكملت الجلسة الخامسة من جلسات فضاء المعرفة التي عقدت تحت عنوان
"مؤشر المعرفة العالمي: جوانب قطاعية (2)" استعراض مؤشر المعرفة العالمي
للعام 2021، بمشاركة الدكتور معتز خورشيد، وزير التعليم العالي، ووزير الدولة
لشؤون البحث العالمي بجمهورية مصر العربية (سابقاً)، والبروفيسور يسري الجمل، وزير
التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية (سابقاً)، وأستاذ الهندسة وعلوم الكمبيوتر
ومستشار أول بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور خالد الوزني،
أستاذ السياسات العامة المشارك بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وأدار هذه
الجلسة الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة، برنامج
الأمم المتحدة الإنمائي.
وألقى المشاركون الضوء على منهجيات ومحاور ثلاثة مؤشرات قطاعية رئيسة من مؤشر
المعرفة العالمي؛ وهي: مؤشر البحث والتطوير والابتكار، ومؤشر تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات، ومؤشر الاقتصاد.
توافر البيانات أساس القدرة
على التكيُّف
استعرضت الجلسة السادسة من
جلسات فضاء المعرفة التي حملت تحت عنوان "توافر البيانات واستخدامها: أساس
القدرة على التكيُّف"، قيمة المعلومات وأهمية استقطاب المعلومات من مصادر
متنوعة، وضرورة العمل على مواجهة المعلومات المغلوطة، وذلك بمشاركة دونالد فارمر،
رئيس شركة تري هايف ستراتيجي، والدكتورة إيميليا تانتر، رئيس البيانات والذكاء
الاصطناعي في Black Swan lUX، والدكتور عماد بو حمد، أستاذ مشارك في تحليلات الإحصاء والبيانات
بالجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتور ستويرت ريتشي، محاضر بمعهد الطب النفسي وعلم
النفس وعلم الأعصاب في كينجز كوليدج لندن. وأدار الجلسة ستيفاني البستاني، محللة
برامج، مشروع المعرفة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد المتحدثون أنَّ
البيانات والمعلومات التي يتم استقطابها لها أهمية كامنة في زيادة المعرفة، حيث إنَّ
المعرفة هي عبارة عن كمٍّ هائل من المعلومات، ومن الأفضل معرفة الطرق المثلى
لتوظيف هذه المعلومات، وإيضاح نقاط القوة والضعف بالنسبة لتلك المعلومات.
وأشار المتحدثون إلى أهمية
العمل بشكل مستمر على تحديث المعرفة والوصول إلى كل ما هو جديد من خلال
"المعرفة الرقمية" عبر تطوير وتحديث مستمر وتبني المرونة في آليات
التعليم والتعلُّم، موضحين أنَّ مؤشرات المعرفة ترتكز على التحديث والتطوير
المستمر مع دمج التكنولوجيا في المعرفة، وذلك من أجل الارتقاء بالبيئة المعرفية
الرقمية من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وأكد المتحدثون أهمية تحليل
البيانات الخاصة بقواعد المعلومات والبيانات، حيث تكمن أهميتها في تحليلها، وأن
القيمة الحقيقية للبيانات في دقتها وتحليلها.
وأوضح المشاركون أنه من الضروري
أن تعمل البلدان على إعداد قواعد بيانات ضخمة من أجل الأجيال المستقبلية، خاصة أنَّ
البيانات تمثّل بعض الأصول المهدورة في حال عدم الأخذ بنتائجها التحليلية.
وعرض المتحدثون بعض النماذج
عن المعلومات المضللة خلال أزمة جائحة "كوفيد-19"، مؤكدين أنَّ المؤسسات
في حاجة إلى بناء الثقة وتأسيس مؤسَّسات محايدة في البلدان لتكون ذات مصداقية
للتحقُّق من البيانات.